تساؤل كاتـــب؟ تبًا لمن؟!!!

تساؤل كاتـــب؟ تبًا لمن؟!!! 

للكاتب/ تامر التويج










تبًا لمن

تمضي حسرات الإنسانية فينا، ونصدق القول فيها بآهٍ وأواه، ويغلب على آهاتنا شعور ذلك المتخاذل، والذي لا يملك لنفسه صِيت نفع أو ضرر؛ لكن وبكل ما تحمله من استدراك، لا يمكن أن نرى الشفافية والموضوعية يسيرات في منهج واحد، بل تطغى علينا ظروف وحسرات، لا ندرك حقًا من مُسببها، ومن يقصد فعلها، وما هو المغزى من وقوعها؟ إلا أننا حقًا شُعث غُبر، لا أحقية لنا في التحري، ولا الترصد لأيٍ كان، فما بوسعنا إلا أن نقول شيئًا لسنا نُطيقه، أو نرضى به، فكيف نقول ما ليس في الصدور ومخبأ في القلوب أسفل الأعناق فوقه يمر شهيق الخوف، وزفير يغادر فوق النحور على عِلة باطلة، ولا تسير أرواحنا إلى حيث تُريد، ولكن أبداننا تتجه في منحدر الخطأ والواقعة والكارثة، وتستحل ثمار عقولنا آنفة الكبر والكبرياء، وشموخ العز والأقوياء، ومُجابهة الذل والأطغياء، ومُناصرة الحق والأبرياء ومنافسة الأتقياء، والتعلم من الفقهاء والعلماء، والسير مع الضعفاء والبسطاء، يمكن لكل ذلك أن يحدث، إلا أننا في وطنٍ يتغنى بكل هذا دون عمل بجوارح تقية ونقية، مع أنه يعرف حقا وحق المعرفة، ماذا يعني هــذا، وقد نقول بحسرة شديدة الألم: من سرق حكمة الشعب اليمني من نفسه، من جعله ذليلًا وضعيفا؟ أهـــو الزمن؟ كـــلا...

 لذا لمن نقول تبًا؟ أنقــول تبًا لليمن؟ وما ذنب اليمن بذلك، أنها أعزُ وطن، أنقوّل تبًا للزمن؟ وما ذنب الزمن بذلك! ، أنقول تبًا للظروف والمحن؟ ولكننا من صنعناها بأنفسنا وأشرفنا عليها بأنفسنا، إذًا تبًا لمن؟ أنقول تبًا للوطن ونحسبه غير اليمن؟ ولكن ما ذنب الوطن، وكل المصائب والفتن، والأحقاد والمنن، تعود على من يعيش في الوطن! ولكن ماذا نقول وكيف نقول، ولماذا نقول، وهل نقول تبًا وسُحقًا لمن يعيش في اليمن، ونُعيدها بكل أريحية خوفٍ وليس أريحية قلب وبال كل الشعب يهتفون وقلوبهم هي حالهم: صامتون و يعلمون أنهم يتغنون وهم حاقدون، يُفاخرون وهم ناكسون – يطرون وهم ذميمون - يمدحون وهم كاذبون- يتكبرون وهم صاغرون – يستقوون وهم منكسرون - يتباهون وهم في الحقيقة تائهون، وهكذا نعيش كاليتامى والأيامى، وأقلها سعيًا وقصدا، ومذهبًا وفكرا، بل تتشعب الطرائق، وتتغير الدروب بغير طريقنا وقصدنا، فنضيع شتى! فآهٍ آه ما أبكانا اليوم! وما أندمنا اليوم! وما أحقر نفوسنا وهي تتجاهل مصيرنا الذي ينبغي أن يكون في سبيل التضحية والحرية، وفي العلياء والبطولية!

فلمن نقول وكيف نقول ونحن نتجاهل أنفسنا! ونتجاهل مصيرنا، ونرمي أعباء الوطن المُقل بالجراحات المُثخنة على أكهال أحفادنا، ونذود عن أنفسنا بأننا لم نعادي الوطن في لحظة من الزمن، ولم نكن مع الشر وذيع الفتن، فحقًا ما أجهلنا، ولكني أقولها وبكل علن، تبًا لأولئك الذين يتغنون باسم اليمن، وهم أساس كل الخراب في إذكــاء الفتن.


 ثقافة المُجتمع 

فلتحيا العدالة حتى نُفنى، ولنحيا فقط من أجل البحث عنها، وفي طراوة للنفس، وتمازج للأحزان، ومطالبة في وقفة الجار مع جاره، في وقتٍ مشؤوم لا يُحسدنا عليه أحد، فالحرب تتبع أوزارها والبهيمة تمشي بعد البهيمة، وفي نفس الزريبة وعلى مُستقر الهاوية، ولكن بلسان الحال لا بلسان المقال، يجب أن نسأل أنفسنا كيف نتكاتف معًا لرد الفساد والاعتداء على الغير؟ بغض النظر سواءً كان المظلوم طفلًا أو طفلةً، أو شابًا أو شابةً، أو حتى شيخًا طاعنًا في السن على حافة العاجلة يكاد يمضي عنها، كل شخص لا بد أن يأخذ حقه ومستحقه، وأن يُدفع محقوقه ومُلتزماته -ولكن يغشى الحال ويغشى الواقع واقعًا غيره، وتتبدل النفوس بنفس النفوس، ولكن تعتمي القلوب، وتكثر الذنوب، وتصبح موالاة الشيطان أكبر وأكبر، في الأفكار والأحاسيس، والتغريب والترهيب، ويصبح العقل بلا رِحالٍ أو حكمة واعظة ورادعة...

ويجري بنا أن نحتار متسائلين، كيف بنا نحن الشعب، لو وقفنا شوكة في بلعوم كل الفساد بأنواعه؟! وليس فقط على مثل هؤلاء المواطنين الذين أجرموا ومن ثم تخلصنا منهم بلسان العاطفة والرحمة بأنهم أجرموا واغتصبوا وقتلوا، ولا تكاد تنتهي التساؤلات حتى يستلزم بنا الأمر، كيف يمكن أن نقف مندهشين على رُكام في بقية الجرائم في المجتمع وخاصة من أولئك السياسيين والوزراء، والمسؤولين الذين تتستر عليهم الدولة، وتخبئهم في أكناف أجوافها، ومن ثم تبعث بالإعلام الفاسد والموالي لها سواءً كان بالقوة أو بالحرية، ليأتي ذلك الإعلام في وسائل التواصل الاجتماعي في أو الجرائد أو التلفزيون الرائد في كل بيت، ليقولوا لنا أن الحكومة والنيابة تتابع القضية، وأنها ستنفذ الحكم الشرعي، ومن ثم يُماطلون في القضية شيئًا فشيئًا ليتكسبوا منها، حتى يذهب الدم والحق والأرض والعرض هدرًا، بمجرد أن ذلك المجرم يملك المليارات أو أنه مسؤول في البيت الظالم للدولة...


تساؤل كاتـــب؟

هل يمكن أن نقضي على الفساد ونُقصيه من واقعنا لينتهي الظلم، ونحيا في سعادة ورواق نفس ومستقر حال بأطيب الذكريات والمرح هل يمكن، هل يمكن ذلك، هل يمكننا أن نتخلص من الوباء والسفلة والجرثومة القاتلة من كل أنواع الفساد والقتلة والمجرمين صغارهم وكبارهم، أم أن الدولة تبقى فقط لتنفيذ الأحكام في الضعفاء الذين سولت لهم نفوسهم وارتكبوا جُرمًا بعقلٍ شيطاني لوهلة ولحظة ومن ثم ينتهي بهم الأمر إلى القاضية،

وهل الدولة قادرة وليست قاصرة على تنفيذ العقوبة في كل شخص مهما علا شأنه، وزاد وزنه السياسي، بأية حالٍ وأي طبقة اجتماعية أو مرتبة عسكرية، وقنصلية شرفية للبلد، لكن يستحيل أن نمضي في درب الأحرار والأمجاد، لأن دماء الشر كثيرة والظلمة والتابعون للظلم كُثر، فالبعض يُدافع عن البعض من أجل أن يستمر البعضين في العبث وإشاعة الفساد...

هذا هو التساؤل الوحيد الذي يجب أن نذود به وندفعهُ باتجاه سير الدولة كي يقف عائقًا في طريقهم يدفعهم ولا يُعيقهم نحو التقدم الحضاري والإنساني والإسلامي.


✍️ /تـامـر التـويـج 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الاستغناء عن الموروث الديني

الإنسانية والإسلام