ماذا بعد التخرج؟

وماذا بــعـد ؟



دُهِشـتُ كثيـرًا عندما تذكرت أنني أقضي لحظاتي الأخيرة في المرحلة الدراسية التي تمنيت أن أكملها من أبوابٍ وظروف كانت مغلقةً أمامي من كل الطرائِق، وربما كان ذلك أصعب بكثير من أرى ذاتي تقبع حيث لا أريد وتقطن حيث لا أحيد عنها، وقد فوجئِتُ حينما وجدت نفسي أُجهز لحفل تخرجي من المرحلة التي تمنيت أن أدرسها، لقد انقضت وفضت وحملت كل لحظاتي وذكرياتي، ومحاضراتي واختباراتي، وعبراتي ومذكراتي، وأوقاتي الجميلة والشيَّقة، والملئية بالتحدي مع زُملائي وزميلاتي، وانتصاراتي على محبطاتي ومنكساتي، التي حاولت أن تسرق راياتي ، ولكن ماذا سأقول إنها سنة الحياة ويجب أن أتقبل كل ذلك فأحلامي قد كبرت معي، وأوهامي قد صغرت من مروري بكل منعطف، والآن أجدني في مكانٍ صعب وظرفٍ أصعب منه، ولكن لا حال ولا محال أبلغ حُلمـًا من همتي، فاليوم لن يستمر والغد ينتظرني للآتي وبنات الفِكر تُزين كل واقعي، فأيُما نظرت شأوًا وطرقت وسحبتُ برقـًا، فلا بد أن أستعد لكل ما هو قادم؛ فسفينتي لن ترسو هنا فحسب، وشِراعي حتمـًا سيطول ويمتد حتى أصل وأكون حيث أحب.


الكاتب/ تامر التويج 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الاستغناء عن الموروث الديني

الإنسانية والإسلام

كلمة رئيس اللجنة التحضيرية في حفل تخرج دفعة قادة الأعمال _ جامعة إب