في مدح ورثاء وعتاب صنعاء

 (عتاب ومدح ورثاء في مدينة” سام بن نوح “ مدينة صنعـاء)... 

ـ


ـــــــــــــــــــــــــ

العنوان: وبعـد أن قابلتُ صنعاء.

ــــــــــــــــــــــــــ

للكاتب /تامــــر التويــــج 

ــــــــــــــــــــــــــ


  ﴿ وبعد أنّ قابلتُ صنعـــــــاء ﴾


وبعد أن قابلتُ صنعاء وقد وهنت ووسنت ؟؟ 

أبديتُ للتأريخ حُزناً، وألماَ! 

وبعد أن مُزِقتْ الحَضارة، وهُدمتْ العَمارة، صار اليأسُ حليفنا، واستقر في نفوسِنا، عظمة الكبرياء ، وغوائلٌ الماضيّ السّحيِّق،   

نُحدثُ صنعـاءَ، فترنوّ إليّنا غيـرٌ عابئةً، 

نبكي على تاريخها، فتبدوّ غيرٌ آسفة! ، صنعـاءُ ما الذي هابـكِ؟ وأعابك؟، وأزالَ من قرّن الشمسِ هامّـكِ، ها أنّـتِ قازِعةً ومائِلةِ، ومن صُروف الدهر زائِلةِ، ومن زلّـة التاريخ، قائِلةِ: مـاذا على الأجساد من عللِ؟ ماذا على الأبدان من مللِ؟ وأيـن من سّطر الأحدَّاثٌ مِن سامٍ والهامةٌُ الأوُّلِ؟

وظللتِ يا صنعاءُ تبّكيِّن، ونحنُ نبكي على بُـكاك من طللِ

ماذا بنـا يا صنعاءُ، ماذا بـدا لكِ، ماذا دهاهُ ذا التاريخ يُضاهي ذا الزمانٌ من نكلِ؟

لا يا بنّت الكمال فالأرضُ منكِ حائِرة، والناس عنّكِ سائرة، والشمسٌ ما أراها إلى دونك في كُلِ حينٍ مُغادرة، والنجومٌ وأشباهُ النجوم، لا ما أراها إلا لك نائرة، والطيورٌ يا صنعاء ما عادت في سمائك مُغنيـةً وطائِرة، والكلامٌ وجملةٌ الأقوال لا أكـادٌ اسمعُها بل أراها فيّكِ عائرة

صنعـاء ولا تبكين فلستُ أرجوّ بُكاكِ! 

صنعاءُ لا تشرُدين عنّاَ، فنحنُ في 

أرّضِكِ الجميِّلة وسماكِ! 

صنعاء من أعطاكِ كلٌ الطبيِّعة؟ وكلٌ هذا مَن كساكِ!؟ 

ومن زيّن التاريخ والتاجَ، مَن أنّار أرضَكِ وبهاكِ!؟ 

ها أنا ذا وحُبي ماثِلٌ لمقامكِ، فقولي لي:!!  كيـف الزمان أبلاكِ؟، وأعمى الفؤاد ما صار مِنـهُ أعّلاكِ 

هل تتحدثيِّن يا صنعاء، أمَ طيفُ حدِيثُك في الجفـاءِ والوبـّاءِ!!!

وهل تنظُرين يا صنــــعاء، وقـدّ أصاب عينيِّكِ الوسن!، وأعترتكِ غوائـِلٌ ونِكايات، وأحـزانٌ وخُرافات، باتت لحاضرك ومُستقبلك، وقـد توغّلت في صدرك القاصي والقاسي أمـاني تِلك البدايات، والنهايات، فأبدلتِ من المجد وجدًا إلى المستقبل العاتيّ، والغايّات النفيسة والحبيسة في كومة المجرّات والعُقدَ، ويا صنعاءُ مهلًا بعد ذلك التاريخ!، فما أظنُّ أكفانُ الموت تكفي جُثمانكِ العظيمِ، وصرّحكِ السقيمِ، وضيّفُكِ اللئيمِ، ومعهودُكِ القديمِ، وحاسِدُكِ العقيمِ، وزائرُكِ النديمِ، وعاشقـُكِ الكريمِ، ودموعُكِ وغفيرٌ القـومِ والسِنِينِ

صنعاءُ ما أُوصِد البـابُّ عليِّكِ وما نرىَ إلا مقـامُّكِ في العُلاَّ يا بنت الثرىَ

صنعاءُ ما أطرقـتُ عنّكِ أجفانيِّ، ولا أرى! إلاّكِ حبيبةً في كل الزمان وما غيرُكِ يُرى!، صنعاءُ فلا تهيـّمِ فقد بات الهيّامٌ عيبًا واصمًا، وما نراكِ في العيّب إلا أُسطورةً يا نهجَ القرىَ 

لا يا بنّت الجمالِ أنّي أرىَ الحُسن فيّك تيّتما، وتاريخُكِ وعطرُكِ الفوّاح أراهُ يا صنعاء مِنكِ قد هماَ، صنعاءُ ما المستقبل الآتي إليكِ بنافعٍ! 

ما دام جِدُكِ وشعبُكِ الضمَّآن قدّ سنا، وعزكِ وصبرُكِ العاتيّ يا صنعاء قد فنا، وهواؤكِ وسماؤّكِ وطيفُكِ في السماءِ قدّ عما، صنعاءُ ما تزالين جمعٌ القلوب، ووهـجٌ الشُهوبِ، وعيّنٌ العطاءِ والجُلوبِ، وجسرٌ الملاحة، والبدرٌ الجميل، وفكٌ الليّثِ من النيوبِ. 



صنعاءُ ما أزالُ أرى رُجحانكِ بين العواصمِ جُلِها، فكأنّ هوائـكِ قدّ راق لي وطاب، وعاتب فيِّ من نفسي لوّعة الأحباب، وأصدر في قلبي شعور المُتفائل المُنتاب، بيد قلبي ما زالَ فيّكِ شاكٌ ومُرّتاب

صنعاءُ فلا تأسين، فوَّا عُمرُكِ يا أرّض الجمال لن أنّساكِ 

ولا تهجرِ يا صنعاء فقد كفاني منكِ في زمانكِ هذا ما كفاني! 

فقد كنت أراكِ في الماضي دُرةً نفيسة!، واليوم تعيسةً وبئيسة! 

أُعطيكِ أشواقي وأنتِ على الهُيام، ما كفيتِ سائِـلًا ولا طلبتِ المُـدام، كأنّ فيَّكِ وجـوم ورزاح، وهـدٌ وكمـد وبثٌ وسهـد!

تشكين جيلًا أم لَمَّـة، تبكين حِزبـًا أم فِرقة ...!

لا نيسبُ فيَّكِ ولا مهيع، ولا ناجِـدُ أو مطيـع

أصابكِ التوصيم على الجزل، فما رأيتِ قانعـًا ولا نافع!

ولا أظهرتِ خاشعـًا في روابيـكِ ولا جامـع

وماذا يُفيدني كـل هذا يا صنعاء، فذكري لكِ ما راق!

واليوم ليس فيك طمُّ للزوار، ولا رمُّ جميل للسُمار

وما فيك إلا الويلُ للندم والأليلُ للأمم 

وماذا بوسعي أن أفعل! 

فقد بـِت في ثراك على السامة والعامة، جائع ونائع، قلقُ على الروح ومدافع

ما رفعت رأسِ شامخًا بل كنت دانٍ وخائف ومتواضع، عن كل قائلٍ وسامع...

وماذا أفعل، هـذا؛ لأنّي أحبــك يا بنت سام

ودموعكِ على المآق أجبرتني

أفديكِ يا كل الجمال بناظري، وأكتبُ عن مُحياكِ ما جال في حشاي وخاطري! 

ولي سؤال أخير يا صنعاء. 

أين فاتنات الهوى منكِ ومن غرامي؟ 

فقد كتبت عن مآقيكِ السودُ وعن هيامي، وظللتُ أرقب سواقيك الكُثر على جزعٍ في فؤادي وفي سلامي

والآن ما رأيتُ فيـكِ شَموسُ ولا عيطموس، ولا طَفلةٌ أو رشوف، أو حتى خُودُ أو لُدينة؟

فما كان وداعي لكِ إلا لِما فيكِ من رِماح المعارك، وسيوف رُدينة، وأعذريني فما فعلت عيوني ذلك، إلا لأني رأيتُك دومـًا حزينـة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ 

🖌/ تــامــــر التويـــج





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الاستغناء عن الموروث الديني

الإنسانية والإسلام

كلمة رئيس اللجنة التحضيرية في حفل تخرج دفعة قادة الأعمال _ جامعة إب