عندما تُغتصب الأحلام،(أبرز مشكلات المرأة اليمنية)...

عندما تُغتصب الأحلام،(أبرز مشكلات المرأة اليمنية)... 

✍️للكاتبة/ أم لؤي اليماني 













 مقدمــة:_

إن مشكلات المرأة في المجتمع اليمني كثيرة جدًا، ولا يمكن حصرها أو عدها، فالمرأة كأنثى تقابل الجنس الآخر في كل مراحلها العمرية، تعاني دومًا، حتى تصل، إلى نقطة بر الأمان المتجزئة.

إلا أنني اليوم سأستعرض بعض مشكلات المرأة اليمنية التي تتكرر بصورة مستمرة، ولها أضرار عميقة في التصور.


المشكلة الأولى هيزواج القاصرات

تعرف الفتاة القاصرة بالفتاة التي لم تبلغ سن الثامنة عشرة من العمر، وتنتشر هذه المشكلة والظاهرة بشكل مخيف في الأرياف(القُرى)، اليمنية، وهي ليست مشكلة جديدة، ولكن زاد انتشارها في السنوات الأخيرة.

ومما لا شك فيه أنّ زواج القاصرات ظاهرة اجتماعية، أقل ما يمكن وصفها بالكارثة؛ نظرًا لنتائجها الكارثية والمتتالية على حياة ومستقبل الفتيات، فغالبًا ما ينتهي مثل هذا الزواج بالفشل في وجود طفل أو أكثر مع فتاة لا تزال قاصرة، ولا تعرف الطرق الصحيحة والأساليب السليمة في التربية والأمومة.

هذا وتتفاوت نسبة هذا الزواج من مدينة إلى مدينة، ومن دولة إلى أخرى.

وتتصدّر اليمن أعلى المراتب في زواج القاصرات؛ بسبب ارتفاع معدل الفقر والبطالة، وانخفاض مستوى التعليم الذي قد يدفع الأهالي إلى تزويج بناتهم مقابل مبلغ ماديّ سخيّ، وقد يكون قلة وعي أولياء الأمور بمخاطر الزواج المبكر.

وحيث يعتبر أحد أهمّ أسباب موافقتهم على هذا الزواج، هو أن الأهل يعتبرون تزويجها سترًا لها مهما كان عمرها.


المشكلة الثانية هي: رفض أولياء الأمور بأن تكمل الفتاة تعليمها

إن جذور هذه المشكلة مرتبطة بالمشكلة الأولى، فأكثر الآباء يرفض أن تتم الفتاة تعليمها؛ لأنه يريد تزويجها، وربما نظر لموضوع استكمال التعليم، بأنه عيب واصم، وأنه ليس من العادات والتقاليد أن تكمل الفتاة تعليمها، وهذا لأنهم يخافون كثيرًا من هذا التعليم، ويخافون أن تجلب لهم العار، فيا لهذه الحماقة التي تكتنف الآباء، أو الإخوة، إزاء نظرتهم المتشائمة بكل هذه الصورة المتعجرفة.


قصة حصلت مع صديقتي كُتبت حروفها بجـرح المعاناة

حدثتني صديقة لي بمعاناتها حيث قالت: كنت فتاة طموحة، وكانت نيتي بأن أكمل الدراسة، والتحق بالجامعة في مجال الطب، وأبي كان موافق على أن أُتم الدراسة، وفي يوم من الأيام، كان أبي وإخوتي يتحدثون عن هذا الموضوع، وبدأ أبي يشرح لهم عن رغبتي باستكمال الدراسة، إلا أن الحديث لم يكن في توافق وتحاور، حيث إن إخوتي لم يسمحو له، بأن يكمل حديثه، وقاطعوه بكلامه، بقولهم:"أحنا مابش عندنا بنات يدرسين"، عندنا بنت وحدة للزواج فقط، والبنت ما لها إلا بيت زوجها، ولا القبر. 

ومن هنا بدأ تحطيم حلمي، حيث أن أبي اقتنع بكلام إخوتي، وتسلل التردد والشك إلى قلبه، ووافقهم في رؤيتهم لهذا الأمر، وفعــلًا، زوجني أبي في ذات السنة، التي تحدثت معه فيها عن أحلامي وطموحاتي، هـذا وبنفس الأسى الذي كان في قلبي، كنت أرى شيئًا آخر مضاد لحالتي التعيسة، ففي الوقت الذي كنت فيه أبكي علي حالي وويلي، كنت أنظر إلى إخوتي وهم في قمة الفرح، وكأني كنت همًا وانزاح من على صدورهم.

بعدها انتقلت إلى الحياة الزوجية في عمر 16سنة، وكان زوجي أكبر مني بـ11سنة، وبعد مرور سنتين من زواجي، رُزقت بطفلين، وآنذاك في ذلك الوقت كان أبي قد قضى نحبه، وذهب إلى ربه.

وإخوتي لم يعد يسألون عني حتى سؤال؟؟؟؟ 

وبعد فترة تعرض زوجي لحادث سيـر، الأمر الذي جعله طريح الفراش، وكان يلزمه أدوية وبعض الفحوصات الروتينية، وفي البداية كان لدينا مصروف مما كان يدخرهُ زوجي، ولكن سُرعان ما أنتهى ما تم جمعه، فقد أحتجنا إلى الأدوية والفحوصات حتى انتهت المهلة والعناية، فمرت الأيام وليس بيدي أي حِيلة لأقف موقف الزوجة الصابرة، أو الأم المثابرة، فليس لدي حتى شهادة ثانوية مكتملة كي أنتفع بها في إحدى المؤسسات الحكومية أو الخاصة، ومن هنا بدأت الحسرة والحزن، وههنا بدأت بالإحساس وإدراك المسؤولية، بأن بيتي أصبح من ضيقي وحزني كالقبر، وأقول في نفسي أين إخوتي؟ أين من أوقفوا العثرات أمام أحلامي، وأقاموا الحُجج والتحجج بالعيب والعادات والتقاليد.

لم أعد أرى أحد، فكلهم سراب، وهذا حالي الآن بحالٍ لا أُحسد عليه، ومن هنا أقولها بلساني وبلسان حالي، وأنصح كل فتاة بأن تُتم دراستها فما أجمل الفتاة المتعلمة!، حين تكون زوجة وأم ولها المسؤولية في كل خطوة قادمة.


خاتمــة:_

قصص مؤلمة كثيرة في المجتمع، وأسبابها كثيرة، لعل أكبر الأسباب هو الجهل والعادات والتقاليد التي تتمسك بها الأُسر اليمنية بحجة العُرف العام والسِتر والخوف من أشياء أخرى، وكذلك بُعد أرباب وربات البيوت عن التعليم وفهم القانون الاجتماعي ـــ وفي بلادنا هلم جرا من هذا القبيل من المشكلات، فالمرأة كأنها سلعة تُباع ويُتخلص منها في أي وقت شاء وليُّها، فلا اعتراف بها ولا تقدير لشعورها وإنسانيتها، ولا يكون لها حتى قرار أو كلمة في العائلة، لا عند مطالبتها بالتعليم، ولا عند رفضها فكرة الزواج في سن مبكر...

وكأن حالهن يقول:

سرقتم من أعمارنا أحلاما 

ووضعتم أجسادنا في الجحيم أزمانا 

وبعتم حياتنا بالمال والجهل سُحقًا لكم 

لتسعدوا من دوننا أعوامًا وأقرانا 

فتبًا لكم من كل قلوبنا 

وآه عليكم بما فعلتم بقتلنا قُصرانا 

تلك حياتنا سُلبت فيا رب صبرًا

وأحلامنا آه عليها وقد سُرقت 

ظُلمًا وحِرمانا وطُغيانا...


الكاتبــة/ أم لــؤي اليمانـــي




تعليقات

‏قال Unknown
واقعي جداً ومؤلم
‏قال Unknown
طرح جميل ..... هذا حال بنات اليمن في كل بيت .....
‏قال غير معرف…
لن يتغير وضع المرأة اليمنية الا اذا غيرته بنفسها فلا تنتظر مساعده احد

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الاستغناء عن الموروث الديني

الإنسانية والإسلام

كلمة رئيس اللجنة التحضيرية في حفل تخرج دفعة قادة الأعمال _ جامعة إب