مسكينة أحلامي
مسكينة أحلامي
نثر أدبي للكاتب/ تـامـر التـويـج
مسكينة أحلامي تعيش في سُكرة العين حينًا، وهي تدري أنهُ ما لسُكرة العين من منامِ
بل تحاول تجسيد رواحها في مسكنٍ
وفي الغداة تُلاقي نفسها في حُطام
مسكينة أحلامي مسكينة أحلامي!
فكم مني ومن ويلاتي تعاني؟
وماذا بوسعي أن أفعل لها؟!
كلما قطعت ميلًا بروحي
أتتني من أرماسٍ وحِمـام
وتارة لو رأتني باسمًا
أجهشت طيبًا على فؤادي سبعا من سجامِ
أقول لها: قفِ وأنظري في أمري، قف وأنظري في المـرام
فتقول لا أقوى يا أميري وأنت بعيني ناظم
لأبيات الشعر ودُرر النثر من حلو المعاني
مسكينة أحلامي مسكينة أحلامي!
تناديني أين أنت! أين أنت!؟ قد اشتقت إليك قبل أن يخلع الصبح ردائهُ وقبل أن يصحو الصبيٌ باكيًا يطلب نجدة الحليب، وقبل أن يهب النسيم على عُشش الطُيور في البُكور....
فأقول لها والحَيرة تكسوني: من أنتِ، وكيف أتيتِ؟
ءأنتِ أحلامي حقًا، أم أنتِ من تحملين جثماني كل مرة!
لم أعد أراك تقفين معي في منامِ!
كلما أغمضتُ مُقلتي، فتحتِ رموشها شوقًا إلى غير السلام
أُناديك أمَ أقطع صبابتي عنـكِ!؟
أناديك أمَ أنادي سيِّاف عمري يقطع مهجتي!
قولي لي من أنتِ، ومن أنا، ومن نحن معًا؟
وإياك والرحيل دون أن اقتفِ منكِ الدليل! وأرى دواءً لبدني العليل
ولا تغادري فالشمس تراقبك، فدعيها تكشف ملامحك في عز هجيرها أو ضحاها
مسكينة أنتِ، يا أحلامي، أين سرحتِ حين جفوت منامي وطلبتك أين ضعـتِ؟
حاربت عيوني وحدي ورفعت راية النصر وحدي وأنا ضائعٌ وأنا شاردٌ وأنا راحلٌ صوب نفسي
أتعبني السَهـد وأراقني الكَمـد وأملَّ روحي كثرة الصبر والجَلـد!
بحثتُ عنكِ وأنا ضائعٌ في مواجعي
بحثتُ ولم أدري ما أريكتي وما مضجعي وما مواضيعي!!؟
فسرحتُ في التفكيـر وأنا ضمـآن
ووضعت عقارب ساعتي في نظارتي وأنا في قمة الهذيان!!!!
أبحث عنك يا أحلامي، فلا أجد أحد مني ولا منـكِ
لم يحدثني أحد عن حالي ولا عنـكِ
أحاول الرجوع، فلا أستطيع
وفي الحقيقة إني أخاف من قلبي الوجيـع
فليس لي في سُباتي وسيط ولا شفيـع!!!
أخبريني متى ستأتين علّ مدامعي تجـف؟
متى تزورين غفوتي فصيحتي قد تخـف؟
فما لي روحٌ في الغد تسأل عني أو تعــف!
وجروحي من هاجرات الفؤاد قيدتني فأصبحت مني ساعةً ترقٌ ودهرًا تشف!
أميرة أنتِ يا أحلامي
أين أنتِ هل اختفيت في بحري وقُتامِ؟
لا تهربِ مني فأنا أحبك في عزمي وفي شيامِ
ومدائحي لا تستوي في قفـرٍ أو وئـامِ
فإذا بعثتُ الشك فيك فثقِ
أنِّك عقيدتي وأنَّك موطني ومهجتي وغرامِ
وهل لعقيدةٍ أن تُنفى وفي جوفها أَعيشُ بين ربوع الزمان، بحُرمةٍ الإيمان وبقداسة البيت الحرامِ
✍️ /تـامـر التـويـج
تعليقات
إرسال تعليق