المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2021

لماذا تفشل قصص الحب؟

صورة
لماذا تفشل قصص الحب؟  للكاتب/ تامر التويج مقدمــة:- إن أي عادات وسلوكيات يُبديها المجتمع وينشط عليها، لا شك أنها تُشكل واقعًا كبيرًا من هُويته ونظامه وقيمته، ولا تتعدى هذه السلوكيات والعادات إلى أي مفهوم يُحكم به من بيئة خارجية، بل قد تكون المظاهر هي أبسط الخُدع التي تمارسها المجتمعات، بعيدًا عن حيويتها والاعتراف بها، وهذا ما يخلق حالة جـدل في واقع المجتمعات التي ما زالت ترتدي عباءة الحُمق ورداء الجهل. ولهذا سنحاول بث الحقيقة بطبيعتها وطابعها المنطقي، ومن شأن ذلك المنطق وتلك الطبيعة أن يكون الاعتراف بإحدى الحقائق هو من أوائل المسلمات في ظاهرية وباطنية حياة المجتمعات. دعونا نُسدل السِتار شيئًا فشيئًا لنرى خيوط الشمس من أي كُوةٍ تنبثق في ظلامٍ سطا عليه الدُجى وأعتم حاله، وأبدل نجومهُ بقناديل خاوية من زيتها، وليس لتلك الخيوط أن تكون دائمةً وهي تحاول اختراق الجُدران الصامتة، بل تستمر تارةً، وتارةً أُخرى تحاول التسلل وهي مُتخفية وخائفة، وكأنها في حالها زائفةٌ تريد أن تتحسس مواقف الجدران بين أوانٍ وآخـر، ثم تتُقرر التَّأنِ، ثم تزيد في التأجيل، حتى تُناهز الدهر عُمرًا وهي يائسة وناكسة، ...

دروب الصداقـة

صورة
دروب الصداقة     ✍️ /تـامـر التـويـج   مقدمــــة:- لا شك أن الصداقة هي من تنتشلنا من تعثرات الحياة وتُعسها الذي يمتثل أمامنا كأنه وحشٌ مفترس، ولا شك أيضًا أن الصداقة الحقيقية والسمحة والصالحة والفضيلة هي مثل القنديل الذي يُضيء لك دروبك في حياتك، ويؤنس دارك في مماتك، فتنتفع بها في دُنياك وأُخراك، وتشد بها عضدك وتؤازر بها نفسك، حين تلم بك المصائب وتُحيط بك المطالب في عسرة وفاقة الدنيا التعيسة، والحياة البئيسة في نظرك ومنظورك. ولكن هذا لـن يكون مُفاجئـًا ومُخيفـًا لنا، ما دام عالم الصداقة يلتمس الأُنس والونيس والدر النفيس ليُضيء بجماله طريق النجاح ويكون عنوانـًا للفلاح، وأيُّ صـداقةٍ قـدَّ تمضيَّ بك قُـدمـًا وتجعلك تسير في دورب النجاح (بنُصحها، بنفعها، بوفائها، بمعروفها، بكل شيء جميلٍ يُوصلك لمثل هذا الدرب)، وأيـُنـا لـم تكن له صداقة صديق وصحبة رفيق ساعدته في مواصلة مشواره برنين أوتاره التي عزفها في محيط الصداقة وشاطئ الوفاء ومرساة الكلمة التي أصبحت تاجـًا يوضع على الرأس ومِرسالًا يُحاك به حلم الحياة الجميل؟ واقع الصداقة إن النظرة إلى مفهوم الصداقة في الوقت الراهن أصبح يُجسد...

الكرم والعرب

صورة
الكَرم والعرب ✍️ /تامر التويج  لم يكتب التاريخ في سطور الأبجديات ولا الأوليات عن صفةٍ تعاظمت بها العرب وشاهرت بها، كما كتب عن الكرم، كصفة من صفات العظماء تعز وتزيد عـزًا على البطو لية والشجاعة في ميدان الفروسية ــ فما كان للعرب أن تفقد مثل هذه الصفة إلا ورؤوس ساداتها على شفرة السيف قبل نُوقهم ونياقهم، هذا ولم يُعدم الكرم ما دامت النخوة الأصيلة تعيش في دماء من يمثلون العروبة بحقيقتها، وما كان في المَثل أولى لنا من أن نذكر مواقف حاتم الطائي عندما اشتد عليه الدهر بما حمل من العواصف التي كسرت ترائب صدره وجمّدت عروق نحره وجعلت عينهُ قريرة في أن يلقى روحه تُنزع منه على ألا يُقال حاتم الطائي بخيل ويشرب من ضرع ناقته حتى لا يسمع أحد شخيب اللبن، وحدَّث ولا حرج فالعرب ما دعت في الطِعام إلا جفلى، وما دعت في النقرى إلا رويدًا رويدا، كلاّ وكلاّ فالعروبة ترفض كل ذلك وما دونها، فكلٌ ما احتوته الجفنات من ثريدٍ وعديد جاء من القيمة الحقيقية، والميزة العريقة لأخلاق العروبة في أكلٍ وشرب وإدامٍ ولثـام، وأني أقسم بذلك، وما أحنث به قط، وعبد المطلـب سيُثني على قسمي ويقول: الكرم مثل الحَرم، ما تركنا حرمتهُ...

حسرة أُنثى

صورة
 حسـرة أُنثى   للكاتب/ تـامـر التـويـج  قـالـت بمكنون عبارةٍ توقفت فيها روحي عن بثَّ الكلمات، وفي تعبيرٍ جفتني صُروفهُ وظُروفهُ، قبل أن تفارق روحي مراتبهُ وحُروفهُ، لا أدري ما السر الكامن في العبارة التي قالتها؟، لكنها بعثت في قلبي شرارة ولظت في فؤادي حرارةً تُقطع بها الحشايا والأوصال وتُهجر بها الأحباب على الوِصال، ويَرثيك فيها الجُهّال والعُذال، فلا تكفيك قمر للسكون أو شمس للظنون،ولا حتى تُبقيك أنيسًا لنفائس الأقوال فتعهد إلى الركون، وهكذا أطرقتُ بجفني طَرف المـآقِ حتى نطقتَ بجملتها عن حُرقةٍ وإشفاقِ ونُهدةٍ على رجيف الفِراق، فتفوهت بأُولى مناهل الحروف قائلـةً: ("(‏" كان أحدهم جميلًا جدًا، لدرجة أن الأرض حَسدتني عليه فأخذتهُ بداخلها ")")...  فصمتُ وأنا مذهول من جلل ما نطقت بمعناه، وشبهت بمضناه عن أسى روحها وعلة منطقها، وبعد صمتِ العجيب، هدمتَ جدار الخوف لساني ثم قلتُ: لا، يا سيـدتي، بل أظنُ أن تضارب الريح مع الرياح جعل وميضهُ خافتًا وبريقهُ هافتًا، في زحام ذرات الغبار، فاختفى في دهشة الناظرين جميعًا بين العَجاج، كأنهُ هشيـمٌ بعثـرهُ ولادة نسيمٍ عليل تمخَّضتهُ الري...

مسكينة أحلامي

صورة
مسكينة أحلامي   نثر أدبي للكاتب/ تـامـر التـويـج   مسكينة أحلامي تعيش في سُكرة العين حينًا، وهي تدري أنهُ ما لسُكرة العين من منامِ بل تحاول تجسيد رواحها في مسكنٍ وفي الغداة تُلاقي نفسها في حُطام مسكينة أحلامي مسكينة أحلامي!  فكم مني ومن ويلاتي تعاني؟  وماذا بوسعي أن أفعل لها؟! كلما قطعت ميلًا بروحي أتتني من أرماسٍ وحِمـام وتارة لو رأتني باسمًا أجهشت طيبًا على فؤادي سبعا من سجامِ أقول لها: قفِ وأنظري في أمري، قف وأنظري في المـرام فتقول لا أقوى يا أميري وأنت بعيني ناظم لأبيات الشعر ودُرر النثر من حلو المعاني مسكينة أحلامي مسكينة أحلامي!  تناديني أين أنت! أين أنت!؟ قد اشتقت إليك قبل أن يخلع الصبح ردائهُ وقبل أن يصحو الصبيٌ باكيًا يطلب نجدة الحليب، وقبل أن يهب النسيم على عُشش الطُيور في البُكور....  فأقول لها والحَيرة تكسوني: من أنتِ، وكيف أتيتِ؟  ءأنتِ أحلامي حقًا، أم أنتِ من تحملين جثماني كل مرة! لم أعد أراك تقفين معي في منامِ!  كلما أغمضتُ مُقلتي، فتحتِ رموشها شوقًا إلى غير السلام  أُناديك أمَ أقطع صبابتي عنـكِ!؟  أناديك أمَ أنادي سيِّاف ...